الجمعة، ١٦ ربيع الآخر ١٤٣٣ هـ

«كاتم» أسرار المدير !!


أخالكم تتفقون معي بأنه لا يكاد ينتقل المدير أو ينقل من إدارة لأخرى إلا ويصطحب معه ثلة من موظفيه (القدامى) بحجة أنه لا يستطيع العمل من دونهم وإن شئت فهو لا يثق إلا بهم بوصفهم يتفهمون شخصيته الفريدة ! وأسلوب عمله علاوة على تميزهم غير العادي في تسيير دفة العمل !، وما إلى ذلك من مبررات ومسوغات جلها واهية وتجانب الحقيقة، فثمة مديرون هدفهم (المبطن) مصالحهم الخاصة.. فاصطحاب هذا الموظف أو ذاك لغرض قضاء حوائج المدير (الشخصية) وآخرون هدفهم مساعدته على تكريس أسلوبه وطريقته في الإدارة الجديدة وبمعنى من المعاني للتغطية على مثالبه وربما تجاوزاته (السابقة واللاحقة !) وبكلمة أكثر دقة لتسويغه بنقائصه.. فالمدير الحصيف الواثق من قدراته والمعتد بأسلوب وطرائق تسيير إدارته لا يحتاج أن يرافقه أو قل يردفه أيا من موظفيه السابقين فأين ما وضع هذا المدير سوف يفعل الإدارة من حيث هي دون الحاجة لتطعيمها وغربلتها بموظفين آخرين وفي السياق تجدر الإشارة أن لكل إدارة طبيعتها وفلسفتها الفريدة بمقتضى الفروق الفردية فلا يمكن بحال استنساخ وتطبيع ذات الأسلوب حتى لو جلب المدير نصف موظفيه السابقين أو أكثر واصطفهم بإدارته الجديدة.. عموما لنسلم جدلا بصحة الاعتبارات والذرائع أعلاه أي بحسن طوية المدير على اعتبار بأن ما يجلبه المدير معه من موظفيه السابقين بهدف تطوير الإدارة الجديدة وتحسين أدائها وهذا مقبول وإن بشيء من التحفظ على أن لا يكون على حساب موظفي إدارته الجديدة فكثيرا ما نلاحظ أن هؤلاء المصطحبين من الإدارة السابقة
(يتسيدون) ويتسنمون مراكز ومناصب لا تتوافق وقدراتهم وإمكانياتهم بتعميد من المدير ولا يخفى على الجميع تداعيات هذا الإجراء المغلوط على موظفي الإدارة فمن غير المستغرب إن هم تذمروا وامتعضوا وما يستتبع ذلك من تدني عطائهم وربما (تسيبهم) فلا ننسى أن بعضهم من أركان الإدارة ومؤسسيها ومن المجحف أن ينصب عليهم من هم أقل منهم مؤهلا وخبرة فقط لكونهم محسوبين على المدير.. للحديث بقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق