الخميس، ١٨ صفر ١٤٣٣ هـ

«فشخرة !!» الزوج «1/2»


قبل الزواج كنت شخصا عاديا مغمورا قانعا، لكن في الشهور الأولى من الزواج انتابني إحساس بأنني أقل مكانة من زوجتي ربما لكوني موظفا بسيطا وهي من أسرة ميسورة الحال وتملك جمالا أخاذا، الحقيقة لم تحسسني يوما بالدونية لكن تملكني هاجس بأن يأتي يوم تتجاهلني وتنتقص من قيمتي وربما تتخلى عني ما دفعني لسلوكيات وتصرفات استعذبتها لكونها رفعت قيمتي ومكانتي لدى زوجتي أو هكذا توهمت.. لا أخفيك تكالبت علي الديون من كل حدب وصوب وسلكت طرقا مغلوطة وغير مشروعة في عملي من أجل توفير مزيد من المال فقط لأشعرها بأني شخص وجيه ومرموق وذو شأن، أما عن العلاقات فحدث ولا حرج، فكنت دائما أتباهى وبشيء من الغطرسة بشبكة علاقات مع علية القوم لدرجة أوقعت نفسي في مواقف محرجة جدا لأنها أي زوجتي كانت تطلب مني التوسط لصديقتها أو قريبها بحكم أني (واصل!) فكنت أمام خيارين أحلاهما مر؛ فإما أن استجدي الموظف أو المسؤول صاغرا أو أدفع مبلغا كبيرا للمعقب لإنجاز المعاملة كيفما اتفق.. كنت إذا تصادف وجودنا أنا وزوجتي في الأماكن العامة أو المطاعم وواجهت أي شخص يعرفني وبادر بالسلام قلت لها هذا مسؤول رفيع في الجهة الفلانية بينما هو موظف عادي مثلي أو أقل، لقد عشت دور المسؤول المتنفذ بكل تفاصيله ونسيت أني أجسد (فشخرة) كذابة لا بد أن تنكشف، وفعلا بعد مضي خمس سنوات أنهكتني الديون وملاحقة أصحابها وافتضح تلاعبي في العمل وكدت أفصل من عملي، أما زوجتي فهي الأخرى بدأت تشك في تصرفاتي، فذات مرة توقفنا عند إحدى (البقالات) لشراء غرض ناسيا أني كنت تسلفت منه واستدركت بسرعة وإذا به يترجل صوبي متهكما استطعت الفكاك، ولما سألتني زوجتي ماذا يريد منك.. قلت وبكل تبجح يريد مني (نقل كفالة!) وقس على ذلك الكثير من المواقف المحرجة.. إلى أن جاء اليوم الذي افتضح أمري فقد اتصل بي أحد (الدائنين) سليط اللسان، خاطبني بحنق ومهددا بصوت مسموع فقد كانت زوجتي قريبة مني.. كالعادة (حورت) المكالمة وقلت لها هذا صديقي مسؤول كبير يعاتبني لعدم حضوري لمناسبة كان قد دعاني لها.. شكت زوجتي لأني قفلت الخط قبل أن ينهي مكالمته، اتصل ثانية، وما كان من زوجتي إلا أن خطفت جوالي وردت وإذا به يشتم ويتوعد مطالبا بسداد المبلغ حينها لم يعد أمامي سوى الاعتراف لها بكل ما اقترفته، عاتبتني كثيرا قائلة لماذا فعلت كل ذلك فأنا راضية بوضعك.. ندمت ندما شديدا على ما سببته لنفسي ولأسرتي من ديون وإحراجات كنت في غنى عنها.. أتمنى نشر رسالتي ليتعظ بها غيري فأمثالي (المتفشخرون) كثر..
أشكر المرسل على هذا الطرح القيم، وأتمنى أن يكون فعلا استدرك وتعافى من داء (الفشخرة).. في المقال اللاحق سوف نتحدث عن الأسباب التي تدفع لهذا السلوك فحسب رواية (المرسل) لم تكن الزوجة وراء فشخرته لكن ماذا إذا علمنا أن الكثير من تلك السلوكيات بإيعاز من الزوجة بشكل أو آخر وتداعيات ذلك .. هذا ما سوف نعرفه إلى ذلك الحين نستودع القراء الكرام بأمل المشاركة في طرح الآراء والمقترحات التي بالتأكيد تثري الموضوع بل وتسهم في علاجه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق