السبت، ١٩ رجب ١٤٣٣ هـ

سلوكيات مغلوطة !؟


لماذا لا تكتب عن ظاهرة البويات؟ فهن شاذات ويجب ردعهن.. استفزني هذا الصديق للكتابة عنهن.. فما يجب أن نعرفه جميعا أن أغلبهن صحيحات من الناحية الفسيولوجية والنفسية فضلا عن كونهن يمتلكن أنوثة قد تطغى على وصيفاتهن، كل ما في الأمر أنهن ترعرعن في بيئة طاردة إن على الصعيد الأسري أو المجتمعي والأرجح الاثنان معا. وبكلمة أوضح هو (تمرد) على المناخ والبيئة وما يتمخض عنهما من تداعيات جعلهن يستبدلن جلبابا يخرجهن أو يجعلهن أكثر تكيفا أو قل يخفف عنهن وطأة ما يشعرن به من انتقاص ودونية كأقل تقدير..
بعض الأمثلة، هناك أسر للأسف الشديد يزدرون الأنثى فتتربى البنت على المهانة والنظرة الدونية منذ نعومة أظفارها وعندما تصل لمرحلة المراهقة وتستشعر أن سبب ازدرائها هو (أنوثتها) تبدأ بالتمرد تدريجيا.. فتتخلى عن أنوثتها وإن ظاهريا.
مثال آخر، ثمة أسر جل أبنائهم من الذكور ماعدى أنثى واحدة ولغياب وعي وثقافة الأبوين يعاملون جميع الأبناء معاملة الذكور بما فيهم الأنثى، وشيئا فشيئا تتطبع البنت بسمات وسلوكيات إخوانها الذكور فتجد نفسها دون رغبة منها أو إرادة تشكلت بما يشبه الرجل.. مثال آخر: بعض الأسر قدر لها عدم وجود عائل (ذكوري) فتواجه صعوبات جمة في تسيير دفة أمورها هذه المعاناة وبشكل لا شعوري تنعكس على بنات هذه الأسرة فيتمردن على واقعهن المجتمعي هذه المرة فينتزعن مقومات أنوثتهن ويستبدلنها بمقومات الرجولة ليتسنى لهن الانخراط في معترك الحياة لتلبية حاجاتهن.. دون الحديث عن النظرة القاصرة للمرأة التي تشبعن بها من فئة كبيرة من المجتمع، هذا بطبيعة الحال رب قائل أو قائلة حسب مشاهدتهم ومراقبة سلوك البويات لاحظوا أن الكثير منهن يسلكن هذا السلوك لغرض لفت الانتباه ليس إلا.. أقول إن ذلك يصب في ذات المنحى لأن محاولة لفت الانتباه سببه الشعور العارم بالنقص وبمقتضاه يصبح من الأهمية بمكان، تغيير النظرة للمرأة بوجه عام وأقله عدم وصفها بما يجرح إنسانيتها قبل أنوثتها، بالمناسبة أي تهكم عليهن أو تندر هو في أول المطاف وآخره ازدراء للأسر بل للمجتمع بعمومه لأن (البويات) ضحايا إهمال وسلوكيات عدمية فلنغير نظراتنا وتوجهنا بما يتزامن ويتماهى ومتغيرات العصر ليعدن إلى كنف وأحضان أسرهن ومجتمعهن إناثا لطيفات كما خلقن ليبادرن بمشاركة أشقائهن الرجال في خدمة الوطن..
بقي أن نقول للذين لا يزالون يشككون في قدرات المرأة ويتكالبون على مصادرة حقوقها متى سنحت لهم الفرصة بذرائع واهية ومن وحي عادات بالية فهم ينسحب عليهم قول ابن خلدون «اتباع التقاليد» (على عواهنها) لا يعني أن الأموات أحياء بل الأحياء أموات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق