الخميس، ١٦ فبراير ٢٠١٢

الفيتو الروصيني


لا جديد أو مستغرب من الموقف (الروصيني) تجاه ما حدث ويحدث من مجازر ومذابح ترتكبها قوات الأسد بحق (الشعب السوري) ولم أقل شعبه لأنه لو أن هناك ذرة إحساس أو شعور بالإنسانية لجهته لما سفك دماء زكية بريئة لمجرد مطالبتهم بالحرية والكرامة وهو لاريب حق تكفله المواثيق والأعراف (الإنسانية) ولن أقول الدولية لأنه لو كان هناك أعراف ومواثيق دولية لما ترك هذا الوحش ينهش بأنيابه المسعورة ما بدا له وكيفما اتفق.. أقول لا جديد بالتلويح بعصا الفيتو الروسي والصيني المشترك لأنها العصا (السحرية) التي تجلب المكاسب والمغانم وهي لغة السياسة (البراجماتية) ولا مراء في ذلك فكلنا نعرف أن السياسة قوامها المصالح ولا مكان للجوانب الإنسانية، وحق تقرير مصير الشعوب يصبح في ذيل القائمة بل مكانه (الحاوية) إن جاز الوصف مقابل حفنة من الأموال فما بال الأمر إذا كان السفاح كريما سخيا لجهة تجار الموت بالتأكيد سوف يكون الغطاء أكبر وأقوى واستطرادا (تنهمر) الدماء مدرارا، أليس الأجدر بهكذا رئيس أرعن أن يوجه محبس صنبور العطاءات لناحية شعبه بدلا من توسله آلية لتدميره والفتك به، أو ليس الأجدى توظيف تلك الأموال الطائلة لإقامة مشاريع يتعيش منها المئات من (شعبك!)
بدلا من استخدامها في هدم البيوت على رؤوسهم.. فلنخاطبك باللغة (البراجماتية) التي تجهلها أيضا أليس من الأنفع أن تغدق على شعبك ولعلي استدرك وأقول (تقطر) عليهم فهم أولى عوضا عن إغداقك العدمي على من يبيعونك في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر!.
الجدير بالذكر أن روسيا والصين وإن شئت (تجار الدم) رغم ما اقترفاه من خسة لا حدود لها تجاه مجازر الأسد وانتهاكاته السافرة فهما أكثر شجاعة ووضوحا من دولة لطالما تدثرت بلبوس الإنسانية ونادت مجلجلة بحق تقرير مصائر الشعوب وغيرها من أراجيف لم تعد تنطلي وتمرر على الجهلاء وأنصاف العقول وإلا كيف نفسر تذرعها بالفيتو (الروصيني) فأي عقل وأي بهيم يصدق بأن أمريكا (بهيلمانها) العابر للقارات وجبروتها الطاغي تقف خانعة وعاجزة عن نصرة شعب دك ونكل به بسبب مطالبته بالحرية، ألستِ أنتِ يا أمريكا من تنادين ــ ولم تنفكِ ــ بالحرية والديمقراطية، أليس الأجدر بك على أقل تقدير إيقاف (الأسد المفترس).
لا نصدق أنكِ يا أمريكا عاجزة عن ذلك مهما أقسمتِ ومهما ذرفتِ دموع التماسيح تارة بالتنديد وتارة بالحزن والتأسي فقد علمتنا الأحداث والتجارب أن قواتك الجرارة لن تتحرك من قواعدها وتفعل فعلها دعك من تجييش قوات دول أخرى إلا نظير مقابل مغر أو دفاعا عن حليف أو موقع استراتيجي، والشعب السوري في هذا المقام ووفق تلك المقتضيات البراجماتية ولنقل (سوق السياسة) ليس جديرا بالمراهنة فالدماء المسفوكة (حسب التسعيرة) يكفيها الشجب الأمريكي والأشلاء المتناثرة عزاؤها الاستنكار، أما التنكيل والتعذيب والقصف فلا أقل من التنديد والاستياء... لا يسعنا في أول المطاف وآخره إلا أن ندعو الله العلي القدير أن يرفع الضيم والبلاء عن الشعب السوري... إنك نعم المولى ونعم النصير... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق