الخميس، ١٦ أغسطس ٢٠١٢

قراءة الأحداث .. تحتم الاتحاد

لاجدال بأن «الذين يقرؤون حقا لا ينهزمون» والقراءة هنا تعني ما يمور بالمجتمعات من أحداث ومتغيرات تحتم القراءة الجيدة والاستجابة بمقتضى تمخضاتها وتجلياتها.. فمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (الاستشرافي) يأتي وفق قراءة معمقة وممحصة لما يكتنف خليجنا من مخاطر محدقة لجهة النظام الإيراني الذي لم يكتفِ بالتهديدات ومسلسل التأجيج وما ينضوي بإطاره من تصدير الثورة وتأليب شعوب المنطقة بل قفز إلى ما هو أكثر من مجرد تهديدات التي اعتبرها البعض ولا يزالون صيحات جوفاء ولتكن كذلك أو لنقل لنسلم جدلا.. بتلك التخرصات رغم عدميتها!.. لكن كيف نفسر أو نقرأ التحركات الأخيرة وتحديدا زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني لجزر الإمارات العربية في الخليج العربي والتي تأكد من خلال ما صاحبها من بث حي والتي تجلت لقطاتها عن حشد عسكري إيراني كبير ينبئ عن تشييد قواعد عسكرية إيرانية على أرض عربية قبالة دولة الإمارات العربية، هذا دون الحديث عن البوارج الإيرانية التي يغص بها الخليج العربي والتي لامست مياه عدن والبحر العربي، فماذا ننتظر؟.. ألا يعتبر ذلك في الأعراف العسكراتية إيذانا بدق طبول الحرب أو الاجتياح إن صحت التسمية، دعك من ذلك كله، ماذا نسمي تكالب الملالي (حكام طهران الفعليين) وتوسلهم شتى السبل والتدابير للحؤول دون تحقيق اقتراح الاتحاد الخليجي بحسبانه (وهم محقون في ذلك) يجعل دول الخليج حزمة قوية يستعصي كسرها عوضا عن أن تكون فرادى يسهل اصطيادها الواحدة تلو الأخرى.. الموقف جد خطير والأحداث المتسارعة تنذر بدنو اعتداء وشيك خصوصا إذا ما علمنا أن وضع إيران المتدهور إن لجهة العالم الخارجي وما يواجهه من عقوبات أو لناحية شعبه الذي ما انفك يصارع الفقر والعزلة فسندان الشعب ومطرقة العقوبات تجعل النظام الإيراني لا يتورع عن المقامرة، فلا مجال إذن للإرجاء أو التردد أو قل التقاعس إن جاز التعبير، فالجميع في قارب واحد ولا منجى لدولة دون أخرى فالحريق إذا ما اشتعل لا سمح الله فسوف يطال الجميع بلا استثناء، فالمخطط الإيراني الاستراتيجي لا يتجزأ وأطماع النظام والملالي لا تفرق بين أي من دول الخليج باعتبارها دولة واحدة!. محزن ومفارقة كبرى أن يعتبرنا النظام (الإيراني) وحدة واحدة ويتعامل معنا وفق هذا النسق بينما نحن لم نتفق بعد على الوحدة بمفهومها الواقعي والعملي وإن شئت لم نع مخاطر وتداعيات (تمطيطها) وتمييعها..
نتمنى أن تتفهم بعض دول الخليج أنه لم يعد ثمة وقت نبدده أو نعيره.. ولعلي أختم بالمثل الصيني الذي ينم عن قيمة الوقت بل وخطورة المراهنة عليه «مساحة إنش من الوقت هي إنش من الذهب لكن لا يمكن شراء إنش من الوقت بإنش من الذهب».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق