نفهم أن يتعاظم الابتذال وتضج به شاشات المسلسلات الرمضانية عام بعد عام كما نتفهم وإن بسخط واستياء ان معايير جودة الأعمال الدرامية (جُلها) كي لا نقول كلها هو تحقيق المكاسب حتى لو كان على حساب القيم المجتمعية عزاؤنا إن ذلك يسيء للقائمين على تلك الأعمال ويحط من قيمتهم الفنية واستطراداً شخوصهم وإن بعد حين .. لكن ما لا نفهمه ولا يمكن التغاضي عنه أو تمريره هو الإساءة للمجتمعات فمسلسل (لعبة المرأة رجل) يسيء لمجتمعنا السعودي فقد أعلن منتجوه دونما مواربة أنهم يسردون قصة تجري داخل المجتمع السعودي وبشخصيات سعودية صريحة فالأحداث والمواقف تظهر المجتمع السعودي بشكل يناقض الواقع فالنساء يرتدين الملابس الضيقة ويخالطن الرجال في شتى الأماكن بصورة فاضحة ومبتذلة وإن شئت ماجنة أما الرجال فلا هم لهم إلا الإنجرار وراء ملذاتهم .. لن نعتب على المخرج (الأردني) إياد الخزوز وفي السياق لن (نستهجن !) من المغربية ميساء مغربي عتبنا على المنتج الإمارتي الذي موّل العمل الذي يسيء لدولة شقيقة لدولته .. لست بصدد تبجيل المجتمع السعودي وتنئيته من المثالب فهو مجتمع فيه ما فيه لكن ما صوره المسلسل مغاير للواقع ومسوف للحقائق وينم عن إساءة متعمدة ومباشرة هذا دون الحديث عن اللقطات الفاضحة لغرض الفتنة ليس إلا ومتى في الشهر الفضيل ! فماذا نتوقع من هكذا ( دميّ ) تحركها مصالحها وربما نزواتها دعك من ضغائنها ... حسناً فعلت الكويت الشقيقة فقد قاطعت (ميساء) ومنعتها من الدخول لمجرد أنها أساءت للمسرح الكويتي في تحقيق صحفي ! لاحظوا أساءت
( للمسرح ) الكويتي وليس (للمجتمع) الكويتي علماً أنها اعتذرت وصرحت تكراراً عن أسفها وندمها ولكن ذلك لم يشفع لها وبمقتضاه ألا يحق لنا المطالبة برد الاعتبار لمجتمع بأكمله وأقله مقاضاة القائمين على هذا العمل وإلا سوف يتمادون هم ومن على شاكلتهم لتشويه صورة مجتمعنا .
هب أنني ومن هذا المنبر قذفت أو خدشت الممثلة ميساء هل تفوت ذلك ؟ بالتأكيد لا .. إذن كيف سمحت لنفسها (وفريقها) الإساءة لمجتمع وتشويه صورته ؟ السؤال الأكبر والأهم هل نحن نسمح ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق