الخميس، ٢٨ رمضان ١٤٣٣ هـ

عـزاؤنا ... بـ« سلمان وأحمد »

بـادئ ذي بدء ليس بوسعنا ونحن نستـشعر الأسى والمصاب الجلل في وفاة فقيد الأمة الأمير نايف بن عبد العزيز غفر الله له إلا بالتضرع للمولى عز وجل أن يشمله برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته.
واقع الحال أن شخصية بهذه القامة لا يمكن حصر عطاءاته ومنجزاته إن على الصعيد الداخلي أو الخارجي خصوصا إذا علمنا أنه تسنم أول منصب (وكيل إمارة الرياض) منذ كان عمره ثمانية عشر عاما وتدرج في تقلد المناصب حتى تم تتويجه وليا للعهد ومذاك وعلى امتداد تلك السنوات وخضم ما اعتراها من متغيرات شق سموه عباب بحر متلاطم يضج بالتحديات العاتية مبحرا بسفينته إلى الأمان والسؤدد.
بقي أن نقول إذا كان المصاب جللا بحجم رحيل (نايف) فقيد الوطن وقاهر الملمات فليس من اليسير التحكم بوطأة الحزن وتداعياته ربما لأمد إلا في حال استقبلت خبرا سارا ومغبطا يوازي حجم المصاب وهاهو خادم الحرمين الشريفين كعادته حفظه الله بنثر المباهج يزف لنا أمرا ملكيا بتسمية الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا جديدا للعهد خلفا للأمير الراحل نايف بن عبد العزيز غفر الله له، والأمير أحمد وزيرا للداخلية.. لن نخوض مطولا لسرد إنجازات ومآثر الأمير سلمان المتكاثرة والممتدة لعقود فالحيز لا يتسع لأنك إن أسهبت في التحدث عن منجزاته ومواقفه لا بد أن تستوفي، وهذا ما يعجز اليراع عن تدبيجه فبصمات سموه ممهورة على مجمل مسيرته العملية فهو بحق (معترك المهمات) فيكفينا أن نقول إن سموه قارئ نهم، إداري حصيف، صديق للفقراء والمعاقين، نصير للمنكوبين، عراب للبر والخير.. الجدير بالذكر أن كل صفة تجعل صاحبها ملهما بالعطاء خليقا بالوفاء، فما بال الأمر لو امتزجت بـ (سلمان) لا ريب تتوجه بجدارة وسام رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات.
مغزى القول: إن ما يبعث لتعزيز الولاء أو (تكريسه) إن صح التعبير لهذه الأسرة الكريمة هو نفحات الأخوة والشفافية والوفاء والحكمة الوارفة التي غمرتنا بعبقها ففي خضم حزننا بتوديع الأمير نايف أحد أركان الحكم رحمه الله استخلفه أخوه سلمان حفظه الله وهو أيضا من أركان الحكم وما أحوجنا لهذه الملحمة من التعاضد والإنسانية فتوقيت تولي الأمير سلمان لهذا المنصب هام ودقيق بل ومفصلي فالمملكة كما نعلم جميعا أصبحت رائدة وفاعلة في مجمل القضايا وتمخضاتها على الصعيدين الإقليمي والدولي وبمقتضى هذا الدور الريادي الذي اكتسبته بجدارة عبر عقود مناط بها المشاركة في صنع القرارات الدولية وفي السياق والآن نفسه تظل مكانة المملكة في طليعة الدول الرصينة رافعة علمها شامخا مرفرفا على خارطة العالم، إلى ذلك عندما يجيء رجل ملهم بقامة (سلمان) امتزجت فيه المقومات والخبرات اعترك المهمات ليتبوأ منصب النائب الأول فذاك دليل على حكمة خادم الحرمين صاحب القرارات المكينة الصائبة في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وهو ما اتسقت عليه توقعات شتى فئات المجتمع فالجميع كان يترقب هذا القرار الصائب.. صفوة القول: نسوق بيتا من الشعر لعل فيه ما فيه بعض من خصال الأمير سلمان ..
يذرف الدموع عندما تكون ترياقا يطببه من الملمات ... ويذرفها مدرارا حين يرى مسكينا فارقته المسرات.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا ويوفق ولاة أمورنا ويحفظهم بحفظه ويكلأهم بعينه التي لا تنام وبعزه الذي لا يضام، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق