وددت أن أجسر العلاقة مع زوجتي وأزيل الفتور والرتابة حيث أمضينا قرابة أربع سنوات من زواجنا ففاجأتها بهدية وفوجئت بعدم ابتهاجها بل لاحظت عليها قلقا ممزوجا بالشك والريبة!، ولما سألتها عن استجابتها الغريبة.. قالت: ما مناسبة هذه الهدية ؟، فأجبت على الفور: هل من الضروري أن تكون هناك مناسبة لتقديم الهدايا بين الزوجين ؟، فقالت بشكل مباشر: تريد أن تتزوج.. صارحني.. كانت الصدمة قوية فهدفي مقاربة العلاقة الزوجية وإذا بها تفكر بالعكس تماما فبدلا من أن تفرح باتت (الهدية) بعبعا يهدد حياتنا الزوجية.
المهم حاولت أن أقنعها بحسن نيتي ولكن دون جدوى وعلمت فيما بعد أن لها قريبة كان زوجها يغدق عليها بالهدايا واكتشفت أنه متزوج عليها.. المهم قررت ألا أهديها وأريح نفسي.. انتهت الرسالة.
لا ننكر أن ثمة أزواجا يتوارون بتقديم الهدايا لزوجاتهم لإخفاء أخطائهم وربما خطاياهم لكنهم بالتأكيد قلة إذا ما قيسوا بالذين يقدمون الهدايا لزوجاتهم بغية استمالة التودد وتعزيز المحبة.. مشكلة الكثير من النساء أنهن يقسن على غيرهن إن قريبات أو صديقات وفاتهن أن لكل علاقة زوجية فروقا ومتغيرات فريدة وإن شئت استثنائية لا يمكن بحال سحبها أو العمل بمقتضاها، أضف إلى ذلك أن مفهوم الإهداء لدينا مغلوط إلى حد بعيد فالمتعارف عليه أو المألوف إن صح الوصف أن الهدية تقدم للزوجة في حالة إرضائها أي (ترضية) نظير زعلها من الزوج فأضحت الهدية وفق هذه الثقافة إما ترضية لتبديد زعل الزوجة أو تورية للزواج عليها !، وغاب المفهوم الحقيقي والمفترض لهذه القيمة التي غايتها الأسمى تكريس المحبة ولا أدل على ذلك من قول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «تهادوا تحابوا» ، بقي القول لنفرض جدلا صحة حدس الزوجة وحصافة استشعارها بأن الهدية المقدمة من زوجها تخفي وراءها ما تخفيه فبإمكانها أن توظف ذلك لصالحها أي تلعب الدور بشكل إيجابي كأن تظهر بهجتها وسعادتها بل وتغيير سلوكها ومراجعة تصرفاتها مع زوجها فقد تكون الهدية منطلقا لإزالة بعض الرواسب وربما تقصيرها لجهة زوجها، وما يدرينا فبمقتضى هذا التغيير قد يعدل الزوج عن فكرة الزواج كلية.. وهذا يؤكد من جديد أن الهدية لها مفعول السحر لترسيخ المحبة وترميم العلاقة إذا ما أحسنا النوايا وابتعدنا عن الهواجس وإساءة الظن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق