السبت، ٩ يونيو ٢٠١٢

طلاق من أجل الغطاء!!


نفهم أن بخل الزوج (المفرط) لجهة الزوجة قد يدفعها بطلب الطلاق ونقدر أيضا للزوجة إن هي طلبت الانعتاق من الزوج (لرعونته) وسوء أخلاقه! كما نتفهم ذات الغرض في حال أن الزوج عنف زوجته .. لكن ما لا نتفهمه ويستعصى استيعابه وتبريره أن الزوجة تطلب الطلاق (وتتطلق فعلا) لأن زوجها رفض كشف وجهها! المفارقة الأغرب وتستدعي الحزن أن تضحي بأبنائها مقابل ذلك .. تعالوا نقرأ الرسالة كاملة بتفاصيلها إلا من بعض (التنقيح) .. وهبني الله جمالا أخاذا لكنه تحول إلى نقمة لم أزل أتجرع تبعاته والسبب غلوائي (وتبجحي) بجمالي كان كل هاجسي وغايتي أن الجميع يرى جمالي .. غاية الأمر تزوجت (رجلا) بكل ما تعنيه الكلمة دمث الأخلاق حسن المظهر أنيس المعشر كريم .. كان لا يرد لي طلبا أنجبت منه طفلين كنا نسافر ثلاث مرات في السنة كان يوافق وإن على مضض بأن أكشف وجهي (أتحجب) مع بعض التحفظات وفي أوقات وأماكن معينة (خارج المملكة) كنت استشعر امتعاضه لكنه كان يتحامل على نفسه إرضاء لرغبتي على اعتبار أنه سلوك مؤقت لكنني تماديت ولا أخفيك بتحريض من بعض الصديقات إذ كن يتندرن باستهجان لعدم إظهار جمالي الأمر الذي زاد من إلحاحي على زوجي للموافقة على كشف وجهي في الأماكن العامة كان يرفض ومازلت أتذكر سؤاله الذي ينم عن حكمته واستقامة تفكيره ... لماذا تريدين أن تظهري جمالك ويشاع للناس .. ما الغاية؟ ألا يكفيك أن زوجك يقدره ويثمنه؟ يشهد الله أنه كان يثمنه ويقدره خير تقدير ... لكن! أصررت على طلبي لدرجة أنني قلت لا أريدك وأكرهك فإما الموافقة على طلبي أو الطلاق توقعت أن ينساق ويذعن لطلبي لكنه قرر طلاقي لا ألومه فقد آلمه أن استرخصه من أجل رفع غطاء الوجه! فالمساومة كانت مخذلة ومهينة تحقق ما أردته وها أنا أصبحت حرة أتباهى بجمالي (جهاراً نهاراً) في الأسواق والأماكن العامة ماذا جنيت!؟ لقد أشبعت غروري بجمالي فانطبق علي القول القديم «خلا لك الجو فبيضي واصفري وانقري ما شئت أن تنقري» ..
فهذا يعاكس وذاك (يبحلق) وآخر (يتحرش!) شعرت حينها أنني أشبه (بالمها) التي تطاردها الذئاب والوحوش من كل حدب وصوب بينما كنت آمنة مكنونة في عرين زوج (يستأسد) لحمايتي ويغار علي.
مضى على طلاقي ثلاث سنوات ولم يتقدم أحد لزواجي فماذا يريدون من امرأة فرطت بزوجها وأولادها من أجل التباهي بجمالها .. أرجو من كل زوجة ألا تفرط بزوجها من أجل أمور رخيصة (تافهة) الآن أيقنت بعد فوات الأوان أن جمال المرأة وتأنقها يجب أن يسخر بالمطلق للزوج فقط! كما أيقنت أن المرأة بلا زوج يحميها ويصونها ويقدرها لا تساوي شيئا مهما ملكت من جمال ومن هذا المنبر أوجه نداء بل صرخة (تزخر) بالندم والحسرة لطليقي والد أبنائي الذي لم يقصر علي بشيء .. لقد خسرتك من أجل التبجح بالجمال والافتتان بإعجاب الآخرين ويا لها من مراهنة مبتذلة وسخيفة! عزائي الوحيد بألا تقع أي زوجة أو بنت (لم تتزوج بعد) بما وقعت به لعل ذلك يشفع لي باقتراني بزوجي من جديد ..
انتهى: أقول رغم ما حصل أزعم أنها محظوظة لأنها استفاقت واستدركت وإن متأخرا لكن خيرا من أن تنساق وتنجرف لمآلات ودروب مظلمة لا يعرف عقباها فالجمال نعمة لكن إذا لم يؤطر بالحشمة ويوظف بالحكمة بات نقمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق