السبت، ٩ يونيو ٢٠١٢

وادي حنيفة أنموذج


لم يعد دور الأمانات مقتصرا على تقديم الخدمات التقليدية فضلا عن نظافة البيئة وغيرها التي باتت مسلمات ومعطيات بدهية لا ترقى لجسامة مسؤولية الأمانات المبتغاة بمقتضى المتغيرات وإفرازات التحضر وتداعياته التي لاريب تلقي بظلالها وتمخضاتها على (سيكيولوجية) الأفراد والتي تتطلب من جملة ما تتطلب جرعات ترفيهية (مستدامة) تماهي أمزجة ورغبات شتى شرائح أفراد المجتمع وقد تفردت أمانة منطقة الرياض بهذا الجانب الترويحي إن على صعيد الفعاليات التي باتت مشاعة على مدار العام أو لجهة إقامة المتنزهات والحدائق ومضامير المشاة والمسارح وغيرها.. وها هي قد كرست مفهوم البيئة الطبيعية المستدامة بتدشينها مشروع وادي حنيفة الذي يعد من أضخم المشاريع والذي ساهمت فيه العديد من الجهات الحكومية وعلى رأسها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وقد حاز هذا (الأنموذج) على العديد من الجوائز العالمية الرفيعة كجائزة الأغا خان العالمية للعمارة وجائزة مركز المياه بواشنطن وغيرها.
جدير بالذكر أن إيجاد آلية التكافل بين الإنسان والموارد الطبيعية يستنبت العديد من التجليات الترفيهية خصوصا إذا ما علمنا أن الإنسان بطبعه يتوق للرفاهية الطبيعية أو ما يعرف (باستدامة تشييىء الموارد الطبيعية وأقنمتها) فتهذيب وادي حنيفة أو كورنيش الرياض كما يروق للبعض تسميته واستزراع الأراضي على ممرات المشاة وبناء العديد من أطرافه وتشييد المطلات أو (الشرفات)، إن صحة التسمية ساهمت في خلق بيئة ترفيهية متناغمة ومتكاملة، وقد أصبح أحد أهم المعالم ومقصدا لكثير من سكان المدينة بل ويستقطب العديد من أفراد مناطق المملكة وهذا يعني فيما يعني أنه مشروع يصب لجهة تنشيط السياحة بالمجمل، وفي الإطار تجدر الإشارة إلى أن من أهم تجليات هذا المشروع احتواء زخات الأمطار وتوظيفها في أغراض تصب في ذات المنحى.
نتطلع لإقامة مزيد من تلك المشاريع والكلام موجه لكافة أمانات المملكة وبلدياتها فوطننا المترامي يزخر بالكثير من الموارد الطبيعية التي تحتاج من يلتفت إليها أو (يأتلف) معها إن صح التعبير ويشذبها.
وأزعم أن جميع الجهات الحكومية ورجال الأعمال لن يتوانوا في تقديم المساندة لإدراكهم اليقيني أن تلك المعطيات الترفيهية تضفي عليهم بهجة وإطلالة جمالية ورفاهية مستدامة، وليكن وادي حنيفة أنموذجا معطوفا وباكورة انطلاقة تدشين العديد من المشاريع الترويحية في شتى بقاع المملكة.. عندها نكون قد دلفنا إلى مستهل طريق التنمية المستدامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق